في منتدى الشباب الأممي.. تطلعات شبابية عربية تسعى للتنمية والسلام
في منتدى الشباب الأممي.. تطلعات شبابية عربية تسعى للتنمية والسلام
ردد شباب من دول عربية مختلفة عبارات تعكس طموحاتهم وهم يتنقلون بين قاعات وأروقة مقر الأمم المتحدة في نيويورك، خلال مشاركتهم في منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والذي يُعد الأكبر من نوعه من حيث عدد المشاركين والجلسات والفعاليات الجانبية.
وقف بعضهم أمام إحدى القاعات ينتظرون دورهم ليتحدثوا عن تطلعاتهم وهم يحملون أفكارًا وتجارب وحُلمًا بمستقبل تنموي أكثر عدالة واحتواء،وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وقال د. سامح كامل، الرئيس الدولي لمجموعة الأمم المتحدة الرئيسية للأطفال والشباب، إن المنتدى يمثل منصة فريدة تتيح للشباب التعبير عن رؤاهم والمساهمة في صناعة القرارات المستقبلية.
منتدى يُصغي إلى الشباب
أكد كامل أن التوصيات التي يصوغها منتدى الشباب تُرفع إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة، ما يمنحها وزنًا حقيقيًا في أروقة القرار الدولي.
وأضاف أن أصوات الشباب تُوثق في تقرير خاص يُعرض أمام صانعي السياسات العالمية، إلى جانب التقرير الرسمي لرئيس المجلس.
وتركّزت جلسات المنتدى هذا العام على أهداف التنمية المستدامة المرتقبة لعام 2025، ومنها الصحة الجيدة والرفاه، والمساواة بين الجنسين، والعمل اللائق، والحياة تحت الماء، وعقد الشراكات من أجل تحقيق الأهداف.
طاقة لا حدود لها
أعرب ياسين فطحلي، الشاب التونسي المشارك في المنتدى ممثلًا لمنظمة "جسور الشبابية"، عن إيمانه بأهمية هذا التجمع الذي يُسهم في توحيد جهود الشباب من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وميثاق المستقبل.
وقال: "الشباب لديه طاقات هائلة، ويجب أن تُستثمر لتحقيق السلم العالمي وبناء عالم أفضل."
وأكّد أن القضايا التي تواجه الشباب العربي، خاصة في مجالات الأمن والتطرف، تحتاج إلى مبادرات محلية ترتكز على التمكين والمشاركة الفعلية.
وقال فطحلي:"نحن بحاجة إلى فكر مشترك، إلى أن نقبل بعضنا وندعم بعضنا من أجل مستقبل أفضل، خصوصًا في الدول التي تعاني من الحروب والأزمات".
من أجل صوت يُحترم
دعت تريسي سعد، الشابة اللبنانية المقيمة في فرنسا ومؤسسة منظمة "كومينس غيمز"، إلى أخذ الشباب على محمل الجد، مشددة على أن المشاركة السياسية يجب ألا تقتصر على الحضور الشكلي.
وقالت: "نريد أن يكون صوتنا ذا قيمة، نريد تعليمًا سياسيًا حقيقيًا يثقفنا ويمنحنا أدوات التأثير."
وأضافت أن دور منتديات مثل هذا المنتدى يتجاوز الحضور الرمزي، بل يشكّل بداية فعلية لمشاركة أكثر عمقًا واستدامة في الحياة العامة.
وشددت تريسي سعد على أن الشباب يجب أن يصنعوا مكانهم بأيديهم، دون انتظار الفرصة، بل عبر خلقها، وأضافت:"يجب أن نحصل على تلك المكانة وأن يكون لنا صوت واضح ومسموع."
شراكة من أجل التنمية
أشاد مهند بن راشد، ممثل وفد سلطنة عمان، بالجلسات المخصصة للشباب العرب، واصفًا إياها بأنها مثمرة، وملهمة لتبادل الأفكار والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ.
وقال: "نحن هنا من أجل العودة إلى أوطاننا بأفكار تنعكس مستقبلاً على جهود الشباب في بناء أوطانهم."
وسلط الضوء على "برنامج السفراء الشباب" كمثال حيّ على تمكين الشباب العربي للمشاركة في المحافل الدولية وإيصال صوتهم في قضايا التنمية والسلام والبيئة.
اتفق المشاركون على أن طريق التنمية المستدامة لا يمكن أن يُرسم دون إشراك الشباب، ليس فقط بصفتهم معنيين بالمستقبل، بل شركاء حقيقيين في صناعته.
يُعد منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي أحد أهم الفعاليات السنوية التي تنظمها الأمم المتحدة، ويجمع الآلاف من الشباب وصنّاع السياسات وممثلي منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم، بهدف تعزيز مشاركة الشباب في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.
وتمثل مجموعة الأمم المتحدة الرئيسية للأطفال والشباب آلية معتمدة رسمياً تسهم في ضمان حضور الشباب وتفاعلهم مع المنظومة الدولية. وقد بات المنتدى، بما يحمله من نقاشات وآمال، مساحة حيّة لترسيخ شراكة عالمية حقيقية بين الجيل الشاب وصنّاع القرار.